من طرف سنشيرو الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 3:34 pm
جون كنيدي كان يعد خطة لاغتيال الزعيم الكوبي.. رجال المافيا اغتالوا الرئيس الأمريكي وكانوا واثقين بأن الخطة لن تنكشف.. الرصاصة القاتلة أطلقها تاجر مخدرات فرنسي في كتابهما الصادر حديثا "تضحية مطلقة: جون وروبرت كنيدي - خطة انقلاب" يعود الكاتبان لامار والدرون وتوم هارتمان للموضوع المثير ذاته، وهواغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي. ويشيران بوضوح إلى أن الرئيس الأمريكي الشاب كان يعد خطة لاغتيال الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، فاغتالته "المافيا". ولعل هذا الكتاب الصادر حديثا، لا يختلف كثيرا عن الكتب والروايات التي سبقته بشأن "مقتل الرئيس"، غير أنه وللمرة الأولى يتحدث عن موضوع مهم وجدير بالاهتمام وهو عن سبب عدم رغبة الحكومة الأمريكية التنقيب والتحقيق بشكل عميق في الأحداث التي أحاطت وتحيط بمقتل كنيدي. هذا السبب يوضحه المؤلفان، مستخدمين ملفات قُلِّل من شأنها في السابق، إضافة إلى عشرات المقابلات التي أجريت وهي تتحدث عن وجود خطة سرية وخاصة لدى كنيدي لأحداث تغيير في كوبا من خلال انقلاب يحمل الاسم السري "أموورلد"، تم تحديد موعد له في مطلع كانون الأول 1963، أي بعد 9 أيام فقط من اغتيال كيندي. وكان معروفا، ومنذ بداية توليه منصب الرئاسة عام 1960، أن سياسة كنيدي الخارجية تهدف إلى إطاحة نظام فيديل كاسترو في كوبا التي لا تبعد سوى 80 ميلا عن البر الأمريكي. لهذا الغرض جرت العديد من المحاولات الانقلابية قادتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومنها ما تضمن محاولات اغتيال جميعها باءت بالفشل، إضافة إلى الاجتياح الفاشل لخليج الخنازير الذي تم من قبل المنفيين الكوبيين في 1961. بعد هذه المحاولات ساد الاعتقاد العام بتوقفها، خاصة بعد أن توصل كنيدي إلى حل ناجح لأزمة الصواريخ الكوبية في 1962، حينما وعد الروس بعدم اجتياحه كوبا في حالة سحبهم للصواريخ من الجزيرة. وهذا ما تم فعلا ولكن بشرط أن تتم عملية سحب الصواريخ من قبل مفتشي الأمم المتحدة. مع ذلك بدا لاحقا أن كنيدي لم يتوقف عن استمراره في التآمر على كاسترو. كانت خطة "أموورلد" تختلف كلية عن كل الخطط التي سبقتها وتم الكشف عنها لاحداث تغيير في كوبا، لأنها خطة تعتمد على "انقلاب القصر" حيث تتضمن اغتيال كاسترو وشقيقه راؤول من قبل رجال رفيعي المستوى في الحكومة الكوبية الذين سيشكلون حكومة مؤقتة بقيادة منفيين كوبيين، وعند الضرورة استدعاء القوة الجوية الأمريكية للمساعدة في إعادة الأمن إلى البلاد. بيد أنه ولسوء حظ كنيدي اكتشفت الخطة من قبل عرابي المافيا: كارلوس مارسيلو، سانتو ترافيكانتي وجوني روزيللي الذين كانوا جميعا على صلة مع وكالات المخابرات بسبب مشاركاتهم الدائمة في خطط المخابرات المركزية لاغتيال كاسترو. من هنا، كان رجال المافيا هؤلاء قادرين على استخدام معارفهم في خطة "أموورلد" وتوجيهها في الاتجاه المعاكس، أي اغتيال كنيدي نفسه في أسلوب يتعذر فيه إجراء تحقيق حكومي شامل وحماية خطة المحاولة والمشتركين فيها والأمن القومي. كانوا واثقين كما يكتب المؤلفان "بأن أي كشف للخطة يمكن أن يدفع أمريكا إلى حافة حرب مع كوبا والاتحاد السوفيتي". وبعد اغتيال كنيدي وجد هؤلاء الرجال أنه من الأفضل القاء التهمة على ضحية (شيوعية) هو لي هارفي اوزوالد. وكما اتضح لاحقا فإن اوزوالد كان شخصا معاديا للشيوعية ومدعوما من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وكان رجال المافيا يعرفون ذلك جيدا ويعرفون أيضا بأن اوزوالد سوف لن يعترف خوفا من كشف خطة "أموورلد". لهذا كان على اوزوالد التزام الصمت بعد اعتقاله، لكن عندما شك رجال المافيا بأنه سيتحدث ويعترف تم تصفيته على يد جاك روبي الذي كان مقرباً من بالمافيا ومريضا في ذات الوقت بسرطان الرئة. والمثير للتساؤل هنا أن عملية التصفية تمت اثناء تواجد اوزوالد في قبضة الشرطة، فكيف نجح روبي بالدخول مسلحا بالمسدس؟ والآن من قتل كنيدي حقا؟ المؤلفان غير متأكدين تماما، رغم انهما يشكان في مجموعة تتألف من أربعة قتلة: اثنان منهم كانا يعملان في مستودع للكتب في تكساس (حيث كان اوزوالد يعمل وتم اكتشاف وكر "الصياد") واثنان كانا في الهضبة العشبية، وكما يستخلص الكاتبان فإن الرصاصة القاتلة لا بد أنها انطلقت من المكان الأخير، أي من الهضبة العشبية، ومن المحتمل من قبل تاجر مخدرات فرنسي وقاتل مأجور يدعى ميشيل فكتور ميرتس. كنيدي لحظات قبل اغتياله...
