كانت قد قررت نسيانه ، تناسي ذكرياتها الحلوة والمرة معه ، أخبرته بصراحتها التي اعتاد عليها ، أنها غير قادرة على إسعاده لأنها لن تستطيع أن تكون كما يريد ، هو يريد امتلاكها وإعلان انقياده التام لغيرته المجنونة ، وهي لا تستطيع إلا أنا تكون حرة ، حالمة ، محبة للبشر جميعا ً ....
بدأت خطواتها الأولى ، ضاعفت ساعات عملها ، حاولت إشغال كل لحظة من حياتها بشيء وتطويع كل خلية من دماغها لأية فكرة بعيدة عن عالمه ....
أقنعت نفسها بأن الله خلق كثيرا ً من الروائح غير رائحته المميزة التي تعشق .....
انتفضت على أشيائها الصغيرة " كل شيء يذكرني به !!!! "
ذهبت إلى صديقتها ، واقترحت عليها اقتراحا ً : ما رأيك أن نتبادل بأغراضنا الخاصة ؟ ملابسنا ، حلينا ،مواد التجميل ، ... سأعطيك كل ما أملك وأعطيني أي شيء مقابله ،،،،
لم تفهم صديقتها ذالك الاقتراح المجنون ، لكنها وافقت بعد إدعاء صديقتها الوفية أنها تريد التجديد وأن ذلك يصب في مصلحتها !!!
أقلعت عن سماع الأغنيات ، غيرت مساراتها في الطرق المعتادة التي قطعتها في ذروة الحر وقسوة الشتاء معه ، أقنعت نفسها أنها طرق بائسة ، وليست كما كانت تظنها " الأجمل " ،،،
نجحت في كل ما حولها ،، لا شي يستثير ذاكرتها ، ولكن ..... ها هنا في الداخل في أعمق نقاط الذات ... شيء ما ... يتصارع ... يتوسل السماح له بالصراخ .... صرخت بقوة .... مرة وأخرى وأخرى ... لم تكتف ... حطمت كل ما هو قابل للكسر ... قرقعة المواد المتكسرة منحتها شيئا من الراحة ... ولكنها لم تكن كافية ...
" ما الذي يمكن فعله بعد ؟؟؟ " ..... ما زال الشعور بأنها تعيش في عالم يسكنه طاغيا ً على كل المشاعر .....
إنه هناك ... يتنفس نفس الهواء ... يعيش في نفس الكوكب ... إنه هناك ليس بعيدا ً ... بل إنه ... هنا ... قريب ... لا بل أكثر من قريب ... إنه في الداخل يسيَر كل شيء ... كل الإيعازات والحركات الإرادية واللا إرادية وحتى الدورة الدموية ... إنه قادر على أن يقرر الحياة أو عدمها ...
لن تتخلص منه بهذه السهولة ... هكذا رأت ... كل محاولاتها ذهبت هباء ... فهو فيها .. يتحداها أن تتحرر من احتلاله لها ... لكنها حين قبلت التحدي لم تكن جادة ..... كانت لا تريد له سوى الانتصار ... وحين انتصر عليها مرة أخرى .... كانت سعيدة بخسارتها .... لتعلن أن خسارتها لأول مرة إنتصار .... !!!!